انواع الورق وكيف يصنع

هل تعرف كيف يصنع الورق؟
تخيل أن العالم بدون ورق, فلا كتب ولا صحف ولا مجلات ولا كراتين ..الخ. الورق ولا شك هو أحد أعظم الاختراعات.
الصينيون هم أول من صنع الورق وذلك قبل ألفي سنة, كانو يجمعون كل أنواع القمامة من خرق قديمة ونباتات ذاوية وبقايا شباك صيد السمك, ويضعونها في ماء يغلي ويدلكونها ويقلونها, حتى تتحول إلى عجينة ثم يدخلون غربالاً في وعاء الغلي ويرفعونه, فتعلق به طبقة من تلك العجينة. وعندما تطرح ماءها بضغطونها ويجففونها فيصبح لديهم صحيفة من الورق.
لايزال مصدر الورق عالي الجودة اليوم, هو الخرق القطنية. لكن معظم الورق يصنع من الخشب.

يمكن تلخيص طريقة صناعة الورق ببساطة في ثمان خطوات:

-تقطع الأشجار للحصول على جذوعها
-ينزع اللحاء عن الجذوع في المصنع داخل اسطوانة دوارة
-يقطع الخشب الى شرائح رقيقة يقل طولها عن سنتمترين
-تعالج الشرائح بالبخار والكيماويات للتخلص من كل المواد غير المطلوبة. وتضاف للخليط أحياناً عجينة من الورق المستخدم والخرق القديمة.
-تغسل العجينة كلها للتخلص من الكيماويات والمواد الأخرى غير المطلوبة ثم تضرب لفصل ألياف الخشب عن بعضها بعضاً. يضاف اللون في هذه المرحلة إذا كان مطلوباً.
-تدخل العجينة الآن في ماكينة صنع الورق حيث تصب على شبكة لتصفية الماء منها
-يمرر الورق أخيراً بين اسطوانات ثقيلة تصقله وتجعله ناعماً
-تمرر صحف الورق بين اسطوانات تعصرها وتجففها تماماً

انواع الورق
تعددت أنواع الورق في بقاع الدولة الإسلامية فكان هناك الطلحي، والنوحي، والجعفري، والفرعوني، والطاهري، نسبة إلى أسماء صانعيه. وأدى ذلك إلى تسهيل إنتاج الكتب بطريقة كبيرة. وفي أقل من قرن من الزمان، أنتج المسلمون مئات الآلاف من نسخ الكتب التي ازدانت بها مئات المكتبات العامة والخاصة في كل أرجاء العالم من الصين شرقا إلى الأندلس غربا.

ومن الأندلس أدخل المسلمون الورق إلى أوروبا، وكان الأوروبيون في ذلك الوقت يكتبون على رقوق من جلود الحيوانات بل اعتاد الرهبان على حك مؤلفات عظماء اليونان المدونة على الرق ليكتبوا بدلا منها مواعظهم الدينية، مما أدى إلى ضياع الكثير من تراث اليونان العلمي والثقافي. كما عرفت أنواع أخرى مختلفة من الورق حسب طبيعة نسيجها وأليافها وألوانها الأحمر، الأزرق، الأخضر، الأصفر .. ، وكانت الأوراق من اللون الواحد تعد لاحتواء النصوص المفضلة لدى الكاتب أو للمحافظة على الصفحة المزخرفة ولمنحها بهاء ورونقًا خاصَّيْن.

وظلت صناعة الورق في تطور وأخذت أهمية كبرى بخاصة بعد اختراع جوتنبرج لأول ماكينة طباعة، وبدأ معها الاهتمام بأنواع الأوراق المختلفة، وبدأت التكنولوجيا الحديثة تقوم بدورها في تلك الصناعة، إلى أن أصبح الأمر الآن أكبر بكثير من مجرد أوراق للطباعة وأخرى للتغليف، وإنما أصبحت هناك أشكال وأنواع كلٌّ يؤدي دورا مختلفا على حسب المصدر الأول لاستخراجه.

فهناك الورق المأخوذ أساسًا من الأشجار الإبرية، والتي توجد عادة في المناطق الشمالية الباردة من أوروبا، وهناك أوراق تشبع بألياف السليلوز لكي تأخذ ملمس القماش ورونقه، أو لأنها تعطي مواصفات جيدة عند الطبع عليها، ويكون مصدرها الأساسي القطن وأشجار الأرز ومصاص القصب.

ولم يقتصر الأمر على طرق وأنواع الورق، وإنما أصبحت هناك مواصفات أخرى أكثر دقة وتعقيدًا؛ حيث نجد أجهزة خاصة لقياس لمعان سطح الورق، وجهاز لقياس قوة ومتانة شد الورق الذي يستخدم في عمليات التغليف وأيضًا نسبة الحموضة والقلوية .

ومن أكثر أنواع الورق رواجا
1- ورق الجرائد :
وهو ورق خفيف قليل المتانة قصير العمر شديد التشرب للسوائل.

2- ورق المجلات :
وهو يشبه ورق الجرائد ، إلا أنه يتميز عنه بلمعانه الواضح . ويصنع كلا النوعين من اللب المستخلص بالطريقة الكيمياوية .

3- ورق الكرتون : وهو نوعين :
النوع المضلع : ويتكون من عدة طبقات ، ويستخدم لإنتاج صناديق التعبئة .
النوع الرمادي : ويصنع بتجفيف عجينة اللب المستخدمة فيه بأفران خاصة ، بدلا من اسطوانات التجفيف ، ويستخدم في تجليد المطبوعات المختلفة .
4- الورق المقوي :
ويعالج اللب المستخدم في تصنيعه بمواد كيماوية مختلفة ، ويطلي بطبقات من الشمع ، حيث يستخدم في تغليف المواد الغذائية